عندما أفكر في التجارة الالكترونية، يأتي في ذهني
المستقبل بكل ما يحمله من التحديات المثيرة والمشوقة، فالتجارة
الالكترونية هي المستقبل القادم بسرعة البرق ليأخذ مكان كل انواع واشكال
التجارة العادية التي نعرفها، فالسوق القادم سوف يكون سوقا الكترونيا، على
الانترنت، حيث تستطيع ان تجلس في بيتك مستريحا، في مكانك المفضل، وان تستمع
بالتسوق وبشراء كل ما تحبه وتحتاجه. انها متعة التسوق، متعة ان ترى
المنتجات الجديدة في كل المجالات، متعة ان تفكر فيما يمكن ان تفعله بهذا
المنتج او ذاك، وان تفكر ايضا في القيمة التي سوف يضيفها هذا المنتج الى
حياتك، فكل ما نشتريه مهما كان بسيطا او رخيصا يمكن ان يضيف شيئا الى
حياتنا، كل منتج جديد يصاحبه متعة جديدة وودم جديد في حياتك. ايضا الشراء
في حد ذاته متعة، فشراء اشياء جديدة يجعل كثير من الناس يشعرون انهم احياء،
حتى لو كان ما يشترونه غير مهم بالنسبة لهم، ثم أليس الامتلاك والرغبة في
الامتلاك غريزة اساسية في كل الناس منذ بدء وجودهم؟
لكن لماذا قلت ان التجارة الالكترونية هي المستقبل؟
ببساطة شديدة، عندما تريد ان تشتري شيئا، فانك تذهب الى مول او محل كبير، والسؤال هنا ما الذي يمكن ان يقابلك هناك؟
ناس، طوابير، زحام، انتظار، صداع، وقبل كل ذلك "انك يجب ان تذهب" بكل ما
يكلفك الذهاب من وقت وجهد وغير ذلك. والمحبط انك قد تذهب فلا تجد ما تريد،
فقد يكون المنتج قد نفد من السوق، او بيع كله، او غير ذلك من المحبطات
التي يشعر بها الكثيرون عندما يذهبوا لشراء شيء ولا يجدوه.
لكن مع التسوق عبر الانترنت، او ما نسميه الان التجارة الالكترونية، لا
يجب ان تفعل كل هذا، لا يجب ان تذهب الى اي مكان، لا يجب ان تنتظر في
طابور طويل من اجل دفع ثمن المنتج، او ان تزاحم الناس من اجل الوصول
ومشاهدة ما تريد كما يحدث في المحلات الكبيرة. لا يجب عليك ان تفعل كل هذا،
فكل المتاجر والبضائع والمنتجات والماركات والشركات العالمية ملك يديك،
بضغطة زر واحدة تستطيع ان تشاهد كل ما تحب وتريد من المنتجات، بضغطة واحدة
تجد امام عينيك ملايين المنتجات والبضائع، تستطيع ان تشتري وان تدفع وان في
مكانك، وان تسترجع ما لا تريد اذا لم يعجبك!
وحتى لا يجب ان تشتري اي شيء، تستطيع ان تفعل ذلك من اجل الاستمتاع
بمشاهدة اشياء ومنتجات جديدة، حتى اذا لم يكن معك المال الكافي لتشتري اي
شيء، فبعض الناس الان يخصصون جزءا يوميا من اوقاتهم لتصفح مواقع الشراء اون
لاين، مثل: جوميا مصر ، سوق
دوت كوم، نفسك، وغير ذلك من مواقع الشراء التي وجدت في مصر سوقا رائعا
للاستثمار فيه وضخ ملايين الدولارات، ايمانا منهم بمستقبل التجارة
الالكترونية القادم بكل قوة.
توسعت المواقع الالكترونية للبيع والشراء في كل انحاء العالم، خاصة في
امريكا واوروبا، حيث يعتمد الناس بصورة كبيرة على شراء المنتجات اون لاين.
كذلك في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، حيث تنمو التجارة الالكترونية بكل
قوة، مع نمو وانتشار خدمات الانترنت ووجود عدد كبير من المستخدمين الذين قد
يزيد عددهم على 90 مليون مستخدم في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. ويكفي ان
نعرف ان حجم التجارة على الانترنت بلغ 9 مليار دولار عام 2012، ومن المتوقع
ان يصل الى 15 مليار دولار بحلول عام 2015 وهي زيادة كبيرة جدا في ثلاث
سنوات. فنحن نتكلم عن ملايين المستخدمين الذين يزيد عددهم يوما بعد يوم
خاصة بعد ثورات ما يسمى بال"ربيع العربي" حيث اصبح الناس يحرصون على معرفة
والدخول في مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر، ومعرفة ما
يجري في العالم، ومن هنا يعرفون طريقهم الى مواقع الشراء على الانترنت،
وتبدأ الرحلة بهذه الطريقة دائما.
اذا نظرنا مثلا الى مصر، نجد ان عدد من يعيشون فيها حوالي 85 مليون شخص،
فهي اكبر بلد من حيث الكثافة السكانية في كل الشرق الاوسط، وهي في نفس
الوقت سوق كبير ومربح لكل من يريد الاستثمار في اي مجال، فاجراءات تاسيس
شركة او مصنع او بدء تجارة ما فيها لا تكلفك الكثير، كما يحدث في بلاد
اخرى، وذلك لان الحكومة تشجع الاستثمار لما له من اهمية كبيرة في الاقتصاد
المصري. كما ان عدد مستخدمي الانترنت الان بلغ 40 مليون مصري، 24% منهم
يستخدمون الانترنت لدفع فواتيرهم او من اجل شراء منتجات من لى الانترنت،
صحيح ان نسبة 24% ما تزال قليلة مقارنة بدول اخرى في الشرق الاوسط، لكن
العدد يزيد كل يوم ونستطيع ان نقول كل ساعة ايضا. المشكلة الوحيدة ان كثيرا
من المستخدمين لا يثقون كثيرا في دفع اموالهم لشراء منتج من على الانترنت،
كما ان كثيرا من البنوك لا تسمح لعملائها باستخدام الكريديت كارد الخاص
بهم في الشراء، لكن بالطبع هذه المشكلات لن تبقى الى الابد! ورغم كل هذه
المشكلات فان الخبراء ما يزالون يتوقعون مستقبلا رائعا للتجارة الالكترونية
في مصر.
الحكومة المصرية وضعت خططا كثيرا لزيادة عدد مستخدمي الانترنت وتغطية
مصر بالكامل وتحسين الخدمة ورفع سرعة الانترت. لذلك في كل يوم نرى مواقع
بيع منتجات على الانترنت، بعضها يبيع منتجات محددة مثل: ابلاينس وموبايل
شوب وكومبيوتر شوب، وبعضها يبيع منتجات متنوعة في كل المجالات مثل: جوميا
وسوق ونفسك.